المشاركات

مشاركة مميزة

أن تكون خائفًا.

أن تسعى بعد فقدان الشغف ومرارة الأيام، أن تتخطى المسافات والأوجاع،   رغم الظروف وعثرة الطريق تصل ولو متأخِرًا، لطالما خفت ان تأخذني الأقدار حيث لا انتمي،   عشت خائفًا، بقلبٍ واهن،   فقدت قدرتي على التميز بين الفكرة وفعل الصواب،   انتابني القلق، شدّ قبضته على قلبي،   تحول اللون الأحمر الى لونٍ داكن مائل للسواد . ان تكون عاجزًا يعني ان تكون قلقًا وخائفًا وكذلك العكس .  كيف اعانق الأمان، وماهو الأمان؟   هل هو فكرة دافئة، او هو شخص،   ربما مكان هادئ مسالم، لا أعرف فكل أفكاري مشوشة يعتريها الاضطراب . الحياة مليئة بالتساؤلات، والظروف مراحل،   تتخطى مرحلة وتسقط وتبقى هناك حتى تتجاوزها،   الأفكار سياق، والمشاعر تتسابق لتشبع ذاتها من طاقتك . انه واجبي ان أكتب عن المضطهدين امثالي،   ولكن الحقيقة قلمي عليل بداء القلق ويرجفُ كثيرًا،   كيف أكتب عنهم وبالكاد أكتب عني،   كيف اصف معاناتهم ومعاناتي لا حد...

أرض بلا ظل

انا ضوء ومجموعة ضجيج،   أفكار تؤرقني ليلًا،   أقدار تقودني نهارًا، نحو المصير الغير مكتمل .  انا أرض الاحلام المهجورة، تلك التي تركتْ في الخلف واستيقظ اصحابها   من نومهم العميق،   قلبي يأبى الرحيل واقدامي تتحرك من تلقاء نفسها،   خطوة تلوى الأخرة في هذا الفراغ الذي يسمى العالم،   أطارد حلمًا ابتلعته الأرض منذ ولادتي،   ليت حلمي عاش ، وابتلعتني الأرض،   ربما اكون شهيدًا ، أو طيرًا في الجنة،   ولكنها أمنيات، وتلك الأماني لا تسبق خطواتي . أنا أرض بلا ظل، إنسان بلا حلم، روح بلا وطن . مرت بي الأيام ، غادرتني كسرب طيور مهاجرة،   وحلت حظوظي في ارضٍ بلا ظل، مستقبل لا يتعدى سوى بضع خطوات،   يمكن تلخيصه في   ورقة صغيرة،   أعلنت الوقوف قبل السعي،   وها أنا أتعثر في ذات المكان، لم أصل لوجهتي،   أراقب العالم يدور من حولي،     أرى ملامح أصدقائي تكبر وتتجعد،   لا أزال على ...

رياح شمالية

فكرة نبتت في الربيع وازهرت في الشتاء،   يحرق الصيف أوراقها،   ويتركها ذابلة بين لهيب الصيف وجفاف الأرض، فكرة بدأت مسيرتها من حداء وامتدت لألاف الأميال، عبر الأودية والحقول، والتضاريس القروية،   هي صحراء تموت فيها النباتات والأشجار،   من هناك لهنا أميال من الحب والبعد وصحراء ومدن، أميال من أغاني لم تُغنى، وكلمات لم تُلحن،   وموسيقى لا أحد يعيرها انتباهًا،   هنا تراكمت كومة رسائل لم تقراء، ولم تصل لوجهتها . خرجت وحيدًا أجوب القرى حاملًا قلبي في راحة يديّ،   لا شيء يخلو من الحب، وكأنه وجهًا أخر للحياة، رجعتُ وحيدًا من طيات المسافة والبعد، أعد الخيبات على أصابعي، وتؤرقني الأيام .  تشرّدت فكرة عن بالي، فقدت الحضن   تهرّبت كثيرًا ، ضاع النسيان مني   لم اتجاوز قط، انما ادّعيت كما ادعي الكثير،   لم تشرق الشمس على قلبي منذ مدة،   برحيلها حلّ الظلام على قلبي .  ضاع الحضن مني، اطارد سرابًا اراه ...

أغنية ضائعة من السماء

حيث المكان وسيع، ومزدحم بالعابرين،   في مدينة لا تنام فيها العيون، ومكان مليء بالعبرات،   وشخصٌ يعاني من اضطراب الهوية،   لا ينتمي الي هذا المكان ولا ينتمي لموطنه،   ضاعت هويته بين تقلّب السنين وتحت وطأة الأيام،   عاش مهروًلا، دائم النظر الى الخلف والقلق،   مصائب الأمس تطارده، والأفكار تقيده .   حيث اللامكان، فُقِدت اللغة وضاعت الأنشودة، تحولت كلماته الى شيءٍ غير مفهوم، وخط يديه المعرج يملئ الصفحات بكلمات   لا معنى لها ،كلمات فَقدت هيئتها وتجرّدت، خطوط متعرجة وغريبة،   في مكان ما تشكل بهيئة هذا الشخص،   وفي نفس المكان فقد هويته ونفسه،   لا يملك لغة أم، ولا مسقط رأس كأنه ولد من العدم، قضى عمره يصارع، ويكافح ودائمًا يقظ ، بينما رفقائه ابتسمت لهم السنين ،   احتضنوا حياتهم في أذرع الوطن وشوارعه،   يقف وحيدًا لا يدرك شيئًا من ألمه،   يتصنع الضحكة، ويلهو معهم بقلب يفيض حزنًا، تمر الأيام ...

لماذا اعود وحيدًا ؟

سلامٌ لمن كانت السلامُ والأمان، وأصبح صوتها لا يسمع ، ولا ترى لها ملامح . الشوق يقودني اليها ، وهي دائمًا في الاتجاه الأخر، لا أصل اليها مهما ساع حظي او أقبل .  كأننا نعيش في معادلة صعبة . لخطٍ مستقيم لا يلتقي أوله بأخره . وذلك الحنين الى البدايات يقودني بعيدًا عنها .  من هذا المكان الفارغ جدًا والممتلئ بالكثير   احلمُ بزيارة الكثير من الأماكن التي لم يسبق لي رؤيتها، واناسٌ غرباء، اصوات ضحكاتهم كأنها الأولين   ولكن، الهاوية تجسيد لمشاعري خوفي وقلقي و وحدتي وخيالٌ اعيش فيه برفقٍ دون رفيق . اسميتها الهاوية لانها تهوى بي من عالم الى اخر وتارة من عوالم مختلفة الى مرارة الواقع .   كنت اظن بأن اقدارنا كتبت منذ ولادتنا   ومع مرور السنين والايام تيقنت بأن اقدارنا تتغير على حسب سعينا ، وربما بسعينا نقترب من الأقدار .  واحيانًا تنساق الينا الأقدار سوقًا ، او ننساق إليها .  يضيق العالم من حولي، اختنق بكلماتي . لستُ هنا بإرادتي...