الحياة والجنة.

- لأمي؛ أنتِ الجنة والحياة والعالم. 

في أشد الأوقات إنطفاءً وحيرةً في أمري ، كانت أمي موجودة من أجلي ،
في لحظات ضعفي وإنكساري وهمومي ، كانت أمي موجودة من أجلي ،
في حزني و مرضي وعندما أفقد اليقين ، كانت أمي موجودة من أجلي ،
في سعادتي و فرحي هي أول شخص أركض إليها ، دائمًا هنا من أجلي ،
لو خيرت بين كنوز الدنيا أو أن تعيش أمي عمرًا طويلًا بصحة وعافية وسعادة وفخر بأبنائها ،
لن أختار غيرها ، الله ثم أمي ولا أرى من المنطق أن يكون بينهم ثالث ،
كبرت وكنتُ أبحث عن الحياة خارج البيت ، عندما واجهة الواقع المرير 
أدركتُ بأن الحياة أحضان أمي وبيتها وعلى مرئى عينيها ،
مهما كتبت وحاولت وصفك لن توفيك الكلمات حقكِ ولو القليل ،
لن أقول بأني أحبك لأن هذه الكلمة أصبحت مُستهلكة وكلما نحبه يزول ،
أنتِ زوالي و وجودي ، تزفرين وتنبضين حياة إينما كنتِ ،
أنت الحياة بجميع معانيها ومفاهيمها ومقصدها وأساسها ،
أنتِ الجنة ، والجنة تحت أقدامكِ ولهذا تزهر الأرض التي تمشين فوقها ،
ولإنك حياة وجنة لهذا قال : حبيبنا عليه الصلاة والسلام "أمك ثم أمك ثم أمك
يحزنني أن أراكِ عاجزة وحزينة ، أتلبسُ القوة أمامكِ كيلا ترين حزني 
فاتحزنين زيادة على حزنكِ لحزني ،وأنا أموتُ ببطئ شديد من الداخل ،
في مرضكِ يمرضُ العالم حتى السماء تمطرُ دموعًا والغيوم تلبسُ الرمادي والأسود ،
فعلًا يمرضُ العالم حتى الأكسجين الذي نتنفسه يصبحُ ممرضًا ،
أنت الوقاية دوائي وشفائي وعافيتي ، أنتِ درعي الذي يحميني من قسوة الحياة ،
حتى الأشجارُ تمرض يأمي والأرض والحيوان وكل شيء يمرض ،
حتى قلمي يأبى الكتابة وقتها ، أرى وجهك وقد تجعد من الحياة في كل صفحاتي ،
كيف أكتب وقلمي مريض يجف منه الحبر و أنا أجلسُ عاجزًا ومريضًا ،
كتبي ضعيفة ولا تقوى على الحبر و كلماتي لا تُكتَب ولا تُفهَم ،
حتى الجدار الذي أسند عليه ظهري يتصدع ويتشقق لمرضكِ يأمي ،
ليس مُنصفًا أن يموت الشخص مرتين ولكنها مشيئة الله ونحن طوعًا لله ،
كيف يعيشُ المرء اذا إنهار العالم ومات ؟
يعيشُ بين الأحياء مدركًا بأنه مات مُسبقًا وينتظر حتى يدفن مع الأموات ،
الموتى فوق الأرض يبكون على الموتى تحت الأرض ،
دمتِ لنا عمرًا وحياة وعالمًا ، دمتِ لنا عمرًا وحياة وعالمًا يأمي ،
فليحفظكِ الله بعينه التي لا تنام ويمدكِ عمرًا وحياة وعالمًا سعيدًا

تعليقات

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.