ضوء خافت في اعماق اليأس.
تسعة وعشرون سنةً وانا أركض الى المجهول والعدم ،
أركض الى حيثُ لا مُسمى ولا مكان ،
طيلة هذه السنين وانا افقد وجوهًا وعمرًا ،
لا مكان يسعني ، وفسيح هذا العالم ضاق بي ،
كل ما كان ملونًا إكتسى السواد حتى قلبي وحبري ،
تسعة وعشرون نزيفًا من روحي ،
هنا في هذا الجانب من العالم وتحديدًا من غرفتي ،
اجلسُ خاويًا بلا هدف وبلا حياة ،
جسد يحتوي روحًا إستنزفها الوقت والإنتظار ،
كل الاحلام والأماني اصبحت خرابًا يحدّق بي ،
أراها تتربصني في الأزقة والأماكن المُظلمة ،
توجه اتهاماتها وتلومني على فشلي في الحياة ،
تلك الأحلام كان يحق لها ان تعيش ،
ولكني فشلتُ في كل شيء ،
ربما لم يكن مقدرًا لبعضها ولكن ماذا عن البقيّة ؟
لازلتُ الجئ الى غرفتي نهاية اليوم لأجلس خاليّ اليدين والأفكار ، أدركتُ الآن بأن كل لحظة محسوبة ،
لحظات الفراغ والأنتظار وتلك الدقائق التي ضاعت من عمري اصبحت سنينًا كبرت وبدأت تعابتني وتوبخني ،
كم من عمري مات حتى ادركتُ بأني سأفنى ،
وهذه الأفكار قد ينبتُ لها جناحان وتطير بعيدًا عني ،
عندما كان يفترض بي ان اهرب من هذا العالم القاسي استغرقتُ في نومٍ عميق ،
يالها من حجّة ، تراكمت الأعذار والخيبات وصفعني الوقت، ظننته سيسعفني يومًا ولا يمكنني سوى التفكير فيما مضى ، حاولت التغير كثيرًا ولكن الشيء الوحيد الذي يتغير هو موقع النجوم في السماء ،
أسف لنفسي قبل عشرةِ سنين لأني خذلت كل توقعاتي
وفشلت كل خططي ، ما كنت أراه سابقًا لم أعد أراه ،
فقدت وكسبت ولازال عداد العمر يعد ويحصي كل ثانية ودقيقة ، لا زلتُ فقيرًا أبيع الأمل وفي بعض الأحيان أوزعه على الفقراء مثلي ، لا أملك سوى الوهم وهو ما يبقيني على قيد الطريق ، مشيتُ في صحراء الحياة وكلما رأيت سرابًا اسرعتُ اليه ظنًا بأنه ماء او سبيل للنجاة ، تركني أبي قبل سن الزهور وكان مضطرًا للرحيل ومع مرور السنين تحوّلت زهرة شبابي إلى صبارة تأذيني وتؤذي كل من يقترب مني ، أقف تحت جبلٍ شاهِق ولا يوجد طريق أمامي سوى الصعود ، لا اقوى على تسلق الجبل فأنا بالكاد أحمل روحي ، أبيع الأمل للمارة والعجائز والأطفال ، أبيع للمتحطمين والمنكسرين والمستسلمين للنساء والرجال ، للفاقدين والمفقودين ومن خذلهم الحب او الحياة ، بعتُ الأمل حتى نفذ مني واصبحتُ فاقدًا للأمل ،
وعندما وصلت الى بر الأمان مبتعدًا عن تلك الصحراء زرعتُ نخلةً لربما تثمر زهور شبابي وبعد عدةّ أيام في اليوم الواحد والعشرون ذبلت وماتت لم تقوى على تحمل حياتي القاسية.
تعليقات
إرسال تعليق