الجانب المُظلم من القمر "٢".


أخبرني عن مكان آمن للحب في هذا العالم؟

هذا العالم ليس أمنًا للحياة فما بالك بالحُب ،

أخبرني أن كنتَ تملكُ ملجاءً يحميك من إنهيارات منتصف الليل ،

هذا العالم ليس متوحشًا أو قاسيًا أو مجنونًا كما كتبت عنه سابقًا ،

إنما هو بليد ولا يهتم بحقوقنا يريدُ أن يُترك وحيدًا ليدور حول نفسه فقط ،

هل يبكي القمر ؟ ألا تتعبُ النجوم من التعلق في السماء ؟ 

ألم تُفكر يومًا بأن أشعة الشمس تجرح القمر ؟ 

لهذا حينما تشرق الشمس ينطوي القمر على نفسه بعيدًا ،

حتى القمر يملكُ جانبًا مظلمًا ، وقصصًا لم يحكيها لأحد ،

كنتُ أنظر للقمر في ليلة ظلماء وأتأمل في خلقته ومدى ضياءه ،

شعرتُ تلك الليلة بأن القمر كوكب حزين ، جدًا حزين ،

شعرتُ بوحدته وجمال ضوئه الذي ينير الظلام من أجل أن نرى الحقيقة ،

لا أعلم لربما كنتُ حزينًا وتلبسَ الحزن ليواسي قلبي ويضيء طريقي ،

من بعدها وأنا أريد أن أكون صديق القمر وأحمل عنه ولو قليلًا من الثقل ،

في تلك اللحظة كانت تلك البقعة أأمن بقعة  في هذا العالم ،

لأني للمرة الأولى استطعتُ أن أتأمل القمر واستشعره بسلام ،

تلك النجوم مُتعلقه بالسماء للأبد ولابد أن تتعبَ يومًا ،

تلك النجوم تواسي عددًا هائلًا من البشر ولم تستطع أن تواسي القمر ،

لربما قدِّر لهم ان يتعلقوا في نفس السماء وبنفس الوقت 

ولم يكن مقدرًا لهم أن يكشفوا جراحهم لبعض ويواسوا بعضهم البعض ،

قدر ليّ أن أحبك عن بعد رغم المسافة والأميال التي تفصلنا عن بعضنا ،

قدر أن يكون ذراعيّك وما بينها مكانًا أمنا للحُب ولا أستطيع إحتضان الأمان ،

حدود ذراعيّك أماني وملجائي وملاذي ، وأنا بعيد جدًا عن عالمك ،

لهذا أتجهتُ للقمر في تلك الليلة لتكون تلك البقعة الأمنة ملاذي ،

هذا العالم لا يصلح للحُب وأن صُلحَ شيئًا م يُفسد ،

أخبرني عن مكان أمن للحب في هذا العالم إن كنت تملكُ واحدًا ؟

لأني أعيش خائفًا ودائمًا في صراع مع الحياة والبُعد عن الوطن


تعليقات

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.