رسالة غريب.


شاطئ في جزيرةٍ ما ، ومقهى في شارع الغُرباء ،

موسيقى تُعزفَ من مكانٍ بعيد ، ولوحات رسومية علقت على الجدران ،

أقفُ في منتصف الشارع وبيدي رسالة ،

ورجلُ مُسن يقف في منتصف الشارع متسائلًا ما هذه الموسيقى ،

أقفُ في ذلك الشارع الرهيب والمليئ بالغرباء ،

أقف بينهم غريبًا ، وكأن العابرين من حولي أجساد بلا روح ،

أقف هنا بين العابرين تمجيدًا لكل ما مضى ،

أقف هنا وبيدي رسالة بأن كل تلك المآسي والكوابيس سوف تنتهي ،

كل تلك الحروب وظروف الحياة الصعبة وكل هذا الكِفاح سوف ينتهي ،

وميض أمل بأن الحال يتبدل مهما كان ، وكل تلك الجروح سوف تُشفى ،

ما كان صعبًا وقاسيًا بالأمس سوف يلين ، و ما كان مؤلمًا سوف يُنسى ،

حال اليوم والأمس يتغير ، وكل هذا الفراغ سيمتلئ مجددًا وسوف ننسى ،

القدر يحركنا كالبيادق ولكن نحن من نقرر متى يموت الشاه ،

ألصقتُ رسالتي في باب ذلك المقهى وأبتعدت بخطواتٍ متثاقلة ،

مشيت مطأطئ الرأس حتى كدت اصطدم بذلك العجوز ،

استوقفني قائلًا مهلك يا هذا ، من أنت ولماذا تبدو مألوفًا وغريبًا ؟

وأجبت عليه قائلًا : أنا حصاد تلك الليالي الموحشة و أنين المتوجعين ، 

أنا الضمير ، والحلم المفقود ومرشد التائهين ، أنا أمل وألم ،

وقف العجوز مذهولًا ولم يفهم شيء ، ثم قال كيف تكونُ أملًا وألمًا ؟ 

أنا الخير و الشر ، وابن الظروف المستعصية وسوء الأيام والظُلم ،

كنتُ في ما مضى عزًا وفخرًا وتبدل حالي إلى خيبة أمل ،

أنا الخير لمن أراد خيرًا وسوء المنقلب لمن أراد شرًا



تعليقات

إرسال تعليق

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.