إبن الظروف.


شمالًا أو غربًا أينما ذهبت ستجدك المصائب دومًا ،

فوق أو تحت لا يهم أين كنت فأنت دائمًا مُطارد ،

غني أو فقير لا تٌهم حالتك أبدًا فأنت دائمًا في قلق ،

الحياة لديها ما يكفي من المصائب والظروف والمشاكل لكل الطبقات ،

الحياة لديها جيش فيّاض تقول له كُن فيكون ، إفعل فيفعل 

جيش على مدى البصر ، تقول له كُن عاقبة ويكون عاقبة في حياتنا ،

تصبْ عليّنا المصائب من كل صوب ولا تتأخر دائمًا تأتي بالميعاد ولا تُضيع أيضًا ،

الحياة تقول لذلك الجيش كُن سدًا منيعًا فتكون سدًا منيعًا بيننا وبين النجاح والراحة ،

تقول لهم أسقطهم فيسقط البعضُ منا إلا أنا والقليل لا نسقط ،

أنا إبن أبي وأبي مات مُحاربًا ولم يسقط ، كافح وحارب ونجى من الحياة ،

لن أجثو ولن أسقط ، لا أعرفُ مصيري جيدًا ولا أعرفُ ماذا سيحلُ بي ،

أنا مجرد روح خاوية تحوم فوق الأرض بلا هدف و عنوان وبلا وطن ،

أحومُ فوق هذه الأرض بلا مسعى ولا مُبيت ولا مكان يحتويني ويحميني ،

أنا غريب في هذا العالم ولا أحد يعرفني ولا أعرفني أيضًا ،

ولدتُ في ليلة رعدية وعاصفة تحملُ في جوفها كثيرٌ من الهول ،

ولدتُ بعبئ وحاملًا إسمًا ليس لي ولكنهُ قدّر لي بمقدرة إلهية ،

كلما كتبت أكثر أيقنتُ بأني بالكتابة كُنت أكافح من أجل الخلاص ،

أكافح كغُصن هش تُحركه الرياح وتستعصي عليه ولا يسقُط ، 

لا أقاوم العالم و حسب ، أقاوم تعبي من العالم ومن الحياة ،

هذه الحياة تُدين ليّ بالإعتذار و فُرصة لحياة أفضل ،

لا أعرف كيف لـ كل هذه القِطع المُتناثرة والمنُفصله أن تكون أنا ،

أنا إبنُ السماء حمل بي القمر وولِدتُ نجمة ولا يزال في صدري شيء من النور رغم ظلام الأرض ،

أدركتُ مؤخرًا بأن قطعي المتناثرة ليست سوا نجومًا متناثرة في السماء ،

حتى في أحلامي مُطارد ومُقيّد وفي قلق دائم و واقعًا في حفرةٍ ما ،

لا الأحلام تنقذني ولا الواقع يرأف بي ويساعدني ولا الحياة تعطفُ بي ،

ولدتُ وحيدًا و أكافح وحيدًا ، أمرضٌ وأسقطُ وحيدًا أموت وأدفْن وحيدًا ،

اليد الواحدة لا تصفق ولكنها تضربُ جيدًا وتمسكُ سلاحًا وقلمًا قد يغيّر الكثير ،

اليد الواحدة تصنعُ المجد والأمل وشخصٌ واحد قد يغيّر كل شيء. 


تعليقات

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.