براءة طفل.


ماذا تعني الحرب يأبي ؟ 

الحربُ يابنيّ : قتل وترويع ، دمار وفوضى ، تخريب وتغريب ،

الحرب هي ألم و وجع مُستديم ، هلاك و ترعيب ،

الحربُ تعني بجميع لغاتها القتل و الموت والإبادة الجماعية ،

كيف أنقذُ العالم من هذه الحروب يأبي ؟ 

لا يمكنك أن توقف الحرب يابنيّ ، هذا العالم كُتبْ له العِناء والمعاناة ،

يمكنك أن تتصالح مع ربك وتلك الأشياء التي تُحبها وتصنعُ السلام لنفسك ،

أريد أن أوقف الحرب يأبي ، فعلًا أريدُ ذلك ،

ستموتُ برصاصة طائشة نُقشَ عليها السلام وأنت تسعى لإيقاف الحرب ،

الوسيلة الوحيدة هي أن تترك العالم يُحارب نفسه من أجل قضايا ربما تنتهي 

بحوار على الطاولة أو بتفاوضات وتنازلات وتضحيات ،

دعهم يحاربون بعضهم وإعتزل العالم ، أصنع عالمك الخاص ،

السلامَ يعني الحُب والإيخاء ، وهذا العالم لا يعرفُ الحُب ولا الإيخاء ،

هذا العالم لا يعترف بالسلام والحُب ، يعترفُ بالقويّ وذو السلطة ،

أما نحن نُعتبر هامش أو أضرار جانبية فقط ،

أحرص يابنيّ حرصًا شديدًا ألا تكون ضحية لقضية لا تؤمن بها ،

ولا تكُنْ هدفًا سهلًا وكُنْ أنت جيشك ولا تكُنْ بيدق أو فردًا من جيش شخصٍ أخر ،

أصنع السلام بينك وبين الله ، ثم أصنع السلام بين عقلك وقلبك ،

أصنع السلام والحُب في بيّتك ، أمك أجدر بالحُب من إيقاف الحرب ،

كُن مخلصًا لها وبارًا بها حينها ستجد السلام أينما ذهبت ،

حاربتُ من أجل قضيتي حتى فقدتُ أعز ما أملك خسرت ولم أنتصر ،

كثيرٌ من الناس إستبدلوا السلاح بالورد وجُرحتْ أيديهم جراء حملهم للورد ،

وأنا استبدلتْ السلاح والورد بالعُزلة ولجئتُ إلى نفسي تاركًا العالم خلفي ،

وصيتي الأخيرة يابني ، فلتجد لك ملجأ يؤويك ويحميك وإعتزل العالم ،

أصنع سعادتك وكُنْ قنوعًا وراضيًا بإن هذا العالم لا يستحق جُهدك. 


تعليقات

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.