حتى يشيب الغراب.


منذ فترة وانا أريد ان أكتب واغرق في النص،

ولكن لا تدور بذهني سوى هذه الكلمات،

العشاء الاخير، الموعد الاخير، الرقصة الاخيرة، 

الوداع الاخير، وكلها تنتهي بكلمة الأخير!

ربما لهذا كنت اتجنب الحقيقة والكتابة 

لا أريد لهذا مهما كان ان يكون الاخير

اني غارقٌ بحبك لدرجة الإنكار 

وبنفس الوقت لا أحبك لدرجة الإنكار والرفض والتقبل،

لا أريد ان تنتهي مشاعري ولا اريد لشيئٍ ان يكون الاخير،

وانني ياسيدة البهجة والعينانِ الحزينة أحبكِ رغمًا عن أنف إنكاري وعدم بوحي بها إلا انها تثقل صدري،

وكأن وزن العالم كله على أكتافي وصدري، 

أقف على ناصية الحُلم وبيدي حقيبة ملئية بالخيبات 

ودموع ارهقها الزمن وتعب المشوار ،

أقف على الناصية ولا أرى سوى الحجارة وطريقٌ وعر،

طريقٌ وعر على مدى البصر ، 

لا الحُلم قريب ولا المشوار قريب

لديها عينان كالقمر ترى في الظلام والدجى،

ترى ماخلف جدار الصدر ، إنها المشاعر

لا تهداء ولا ترتاح حتى تصطاد وتقتات على ماتبقى مني

على اجزائي وتفاصيلي الصغيرة،

لا تترك شيئًا للصدفة ولا للصباح،

تتخلل مع الظلام داخل البيوت والأسرَّة،

تنفذ حيث لا منفذ .. تنساب داخل الجدران،

تتأملني كوحش مفترس يراقب فريسته،

تتربص بي في الأزقة والممرات،

تصل حيث يصل الضوء والظلام،

وكأن الضوء او الظلام وسيلة تنقلها المفضلة،

تحلق بالهواء ايضًا تحلق من وجهة الى وجهة،

من قلبٍ الى قلب : تنفذ بداخل القلب وتتلفه،

وحين تشرق شمس يومٍ جديد تغفو بالظلام مبتعدة، 

تبدو كالحقيقة التي اسعى جاهدًا لتجنبها 

وكأن هذه المشاعر الدفينة هي الحقيقة الوحيدة 

وباقي الأشياء زائفة وزائلة لا طائل منها،

رغم هذا البعد اريدكِ ولم اتمنى يومًا سواكِ 

هذا العالم يبدو غير مألوفًا دونكِ ولا يطاق 

بالكاد انجو يومًا بعد يوم بكذبة بيضاء لبستها شراعًا موردًا، 

مدعيًا بأني تخطيت وتجاوزت،

وانا بالحقيقة لازلت اتلعثم وترتجف أقدامي حين اخطو 

كطفلٍ يتوق الى اول خطواته ولكنه يخاف ان يخطو  

وهذه المشاعر تغفو وحين تثور تصيبني في مقتل،

وانا احارب مشاعري بالكتابة عنها او عنكِ وادفنها عميقًا بين النصوص والكتابات حتى تصبح سطرًا او نصًا في ورقة بيضاء ويستحيل عليها النهوض ومواجهتي



تعليقات

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.