حلم العصفور
أكتب عن ما يزيد السبعة سنين ولم يصدر لي كتاب،
بعض نصوصي ترتجفُ خوفًا وقلقًا.
وبعضها متشبعة بالحب والغزل؛
واخرى تنوح وتأن لفقدٍ ورحيل،
وبعضها تتوق إليكِ وتسبقني اليكِ،
ونصوصًا يعتريها الندم واضطرابات أخرى.
والحقيقة هي دائما ثابته لا تتزعزع ومعرضة للشك.
وبين الحقيقة والخيال انتِ هنا وانا هناك،
كلانا يجوب في عالمٍ فسيح معرضين لجميع الشكوك
نتقبل نتعايش ننتظر نصبر ونستكشف بداخل المكوك
وكأننا نسبح في فضاءٍ يمتد لألاف السنين
من نافذتكِ: تشاهدين تساقط الثلج والظروف
تعدين المسافات والاغنيات بين أحلامك ولكنه الواقع
وغالبًا ما يكون مخيب مليئ باليأس والوحدة.
خارج نافذتي تتساقط جميع المواسم عدى الشتاء،
فالصيف صيف والخريف صيف والربيع صيف.
تنهشني حرارة الصيف ليلًا ونهارًا ولا مفر من ذلك.
تتساقط الاغصان واوراق الشجر ولكن الفرص لا تتساقط
ولا تأتي ولا ترى بل تهدر بعلمٍ او دون علم.
وكأنني أخر عصفور وكل الأغصان قد كسرت والاشجار اقتلعت من منبتها، تساقطت الاوراق وجفت
وما هذا العالم إلا صحراء قاحلة.
وهذا كثيرٌ على عصفورٍ صغير لا يملك ملجا ولا غصن
ليستريح عليه ولا يستطيع ان يبني لنفسه عش،
لا ينال منه سوى التعب والوحدة ومصيره بات قريبًا.
هذه ليست أحدى رسائل غسان كنفاني لغادة السمان،
وليست نص إعتذار وكلمة أسف لا تعيد الوقت للوراء .
إنما قلمي يأبى الكتابة عن سواكِ ولو كان نصٌ عادي
عن المعجزات او الطبيعة والكوارث.
قلمي تربطه علاقة وطيدة بقلبي كالليل والنهار
ولا ينجو احدهم دون الأخر ولا يتجاوز الليل النهار
ومشاعري حصيلة ترابطهم المتين وميثاق عهدهم.
هذه احدى تلك النصوص التي تحمل معاني وأمال دفينه
وهذه الحقيقة الثابتة التي لا تتزعزع وليست قابلة للشك
لازلت أريدكِ رغم تغير المواسم ومرور السنين،
وحاجتي اليكِ كحاجة ذلك العصفور لعشٍ يحتويه
كي يستشعر الدفء والأمان والانتماء.
إن كان قلمي يأبى الكتابة إن لم تكن لكِ
فأنا لا أريد نصًا لا يحتوي شيئًا منكِ.
تعليقات
إرسال تعليق