أغنية ضائعة من السماء
حيث المكان وسيع، ومزدحم بالعابرين،
في مدينة لا تنام فيها العيون، ومكان مليء بالعبرات،
وشخصٌ يعاني من اضطراب الهوية،
لا ينتمي الي هذا المكان ولا ينتمي لموطنه،
ضاعت هويته بين تقلّب السنين وتحت وطأة الأيام،
عاش مهروًلا، دائم النظر الى الخلف والقلق،
مصائب الأمس تطارده، والأفكار تقيده.
حيث اللامكان، فُقِدت اللغة وضاعت الأنشودة،
تحولت كلماته الى شيءٍ غير مفهوم،
وخط يديه المعرج يملئ الصفحات بكلمات
لا معنى لها ،كلمات فَقدت هيئتها وتجرّدت،
خطوط متعرجة وغريبة،
في مكان ما تشكل بهيئة هذا الشخص،
وفي نفس المكان فقد هويته ونفسه،
لا يملك لغة أم، ولا مسقط رأس كأنه ولد من العدم،
قضى عمره يصارع، ويكافح ودائمًا يقظ،
بينما رفقائه ابتسمت لهم السنين،
احتضنوا حياتهم في أذرع الوطن وشوارعه،
يقف وحيدًا لا يدرك شيئًا من ألمه،
يتصنع الضحكة، ويلهو معهم بقلب يفيض حزنًا،
تمر الأيام وتصب عليه الظروف كالغيث،
لا يهدأ صراعه مع الوقت ونفسه،
وحينما هدأ اخيرًا وقع في غرامها،
ولاول مره لم ينظر الى الخلف.
نظر الى امام رافعًا رأسه، وتكاد بسمته تشق وجنتيه،
اصبحت خطواته متزنه، كأنه يمشي في حقل الذرة.
ويديه تلامسان الربيع، ما أدفئ الشمس،
سنتان في النعيم، انسته أيام الجحيم.
أنسَت قلبه و وحشته، وكثورٍ هائج طرحته ارضًا،
ويا غدرة الأيام، تركته في حقل محترق،
لم تنظر اليه ولو مرةٍ واحدة، ذهبت مع الرياح.
احترق كل شيء وبقلب مجروح مهزوز مليء بالطعنات،
لم يركض كان يمشي بخطوات متثاقلة بين اللهيب،
لم يفهم لماذا كل هذا يحدث له؟
وعندما كانت الموسيقى ملاذه وروحًا تحتضن روحه،
ضاعت الاغنية بين الوجوه والوجود،
قلبه يجره الى الماضي ، وقدماه ثابتتان في الارض
تجمد في مكانه، وتسارع الوقت من حوله
لا ادرك ماضيه ولا مستقبله، ظل يسعى في مكانه.
بقدمين ثقيلتان اقف وكل شيء حولي رماد،
بقلبٍ متأجج ، ولهيبه يحرق جسدي،
تتناثر مني الأمنيات، انفضها عن جسدي،
ادركتُ اخيرًا بأن قدري ان اسعى ولا أصل ابدًا.
في ذلك المكان وسط العابرين والحشود،
ضاعت اغنية من السماء،
احفظ لي رقصة بين النجوم،
أرقص على انغام عالم يتداعى من حولي،
يتفكك، تذبل الازهار وتتناثر الاحلام،
تتساقط الظروف والمصائب على قلبي،
وها انا ارقص وحيدًا وسط حقلٍ يحترق.
بالزاف جميل 🌹🦁
ردحذفادركتُ اخيرًا بأن قدري ان اسعى ولا أصل ابدًا💔💔حلوة فيها مشاعر كثيرررر
ردحذف