حياة في جحيم.
كيف أقاوم سوء هذا العالم ، كيف أقاوم هذه البرودة والليالي الموحشة ؟
أكادُ أتقطعُ من الوحدة ، ولا أملكُ رفيقًا سوى قلمي وكتابي ،
إنني أجرّ من جحيم إلى جحيم وهذه الحياة تستمتعُ بتعذيبي ،
لم أملك الخيار يومًا ، إنني أجرّ كالألة ،
أنا مُتعب من حمل ثقيل تجرّهُ روحي كل يوم إلى كل مكان ،
وكأنني في العالم السفلي أو تحت الأرض ،
أسمعُ أصوات العابرين من فوقي وأستشّعرُ الجماجم تحت أقدامي ،
أسيرُ في تلك الظلمة حاملًا روحي المتثاقلة ، أنني وحيد يإلهي ،
إنك ترى مالا يُرى وتسمعُ مالا يُسمع وتعلم مافي الصدور ،
إن هذا العالم يجرني للجحيم والجنون وهذا لا يُطاق ،
فقدتُ نفسي وأحلامي ، أستسلمت وأريدُ الموت بسلام ،
لم أعد قادرًا على التحمل ، لم أعد أستحمِل هذا الألم ،
وكأن وزن العالم كله وضع على كتفيّ وتأذت روحي كثيرًا ،
لماذا اُجرَّ على الشوك ؟ لطالما كنتُ مطيعًا ولم أكن يومًا شقيًا ،
منذ صغري وأنا فأر تجارب للحياة ، الحياة تُجرب جميع أسلحتها عليّ ،
يإلهي إني فقدتُ اليقين فأرزقني البصيرة وثبات الفكر ،
يإلهي خذني إلى مكان يحتويني وليس فيه حرب ولا ظُلم ، يُخيل لي اني قد عِشتُ تسعين عامًا ، إنني أتعذب كَما لو كان شبابي قد أُنتزع مِني فجأةً وبلا مُبررات ،
مررتُ بجميع مراحل الحياة ولم أجد السهل يومًا ، لطالما كنتُ أركضُ هاربًا أو ساقطًا ومختبئ خلف صخرةٍ ما ، لم أكنْ قويًا ومن ذا الذي يقف في وجه الحياة ولا يسقط ؟ ، هذه الحياة لديها جيش بمسيرة ألف وأربعة مئة سنة ومخطاطات كافية لإسقاطنا فردًا فردًا أو جماعةً متكاتفين أو متفرقين الحياة لا ترحم الضعيف ولا المُسن ولا تفرّق بين الصغير والكبير ، أنني اُحارب منذ ولادتي خسرت أضعاف انتصاري ولم يكن انتصاري طويلًا ، لازالت تحاربني الحياة أسقط ولا أركعُ لها أقفُ مجددًا لتسقطني ولازلتُ أقف بعد كل محاولة لتثبيتي أرضًا ، جسدي لم يعد يقوى وقدميّ تهتزُ كثيرًا لا تستطيع حمل ثقل جسدي ، تعبت وبدأتُ أنهار و أصرخ واستنجي بك يإلهي القوةُ كلها لك وحدك والكمال لك وحدك ولا إله غيرك أنقذني يالله من بؤوس الحياة لأني كدت اُهزمَ واسقط صريعًا للأبد.
تعليقات
إرسال تعليق