شمس الشتاء.


في بادء الأمر كان شيئًا عاديًا لمْ تكن حياتي مُثيرة ،

كان كأي شتاء أقضي معضم وقتي وحيدًا مع الموسيقى ،

أزور تلك الأماكن المعتادة مع أصدقائي وكان كل شيء عاديًا ، 

لمْ أشعُر بالشغف تجاه شيء ولم أجد الجنون والمثير ،

كان يغلبني الشتاء كثيرًا وكنت أشعر بالبرد وتخدّر أطرافي ،

ولمْ تكن حياتي منظمة وكنت لا أنامُ جيدًا ، 

أنه من السيء أن تعاني من الأرق في الشتاء لأن الليلَ كان طويلًا ،

في بعض الأوقات كنت أشعر بأن جلدي ينسابُ مني ،

كنتُ أرى ظلي كوحش يُحاول إفتراسي ،

كان الأرق قاتلًا ويتشكل بهيئة وحوش وظلال وأصوات مخيفة ،

مشاعري كانت مُضطربة كالماء والزيت لا يختلطان ،

ولكنه كان شتاء ، شيئًا ما شيئًا خفيًا كان يجعلني متمسكًا بالأمل ،

لا أعرف ما هذا الشعور ولكن وللمرةِ الأولى لمْ يكن شعورًا عاديًا ،

كيف أحارب الشتاء ؟ وتجمُّد قلبي ،

هذا الليل قارس جدًا وهذا الأرق يقودني للجنون ، 

والوقت لا يمرّ وكأنه يستنزفُ قلبي شيئًا فشيئًا ، 

في أحدى ليالي هذا الشتاء رأيتُك وشعرتُ بالصيف والربيع ،

شعرتُ بأنِك الشمس وأنكِ أتيتي إلى هذا العالم من أجل أن تزيلي هذا الصقيع عن قلبي ،

شعرتُ بكِ قبل أن أراكِ وعندما رأيتُك تأكدت بأني كنت أشعرُ بك سابقًا ، 

وهذا الشعور لمْ يكن عاديًا بل كان مثيرًا ومهيبًا وجديدًا عليّ ،

يتأملون النجوم وسواد الليل ليهربوا ولو قليلًا عن هذا العالم ،

بينما أجلسُ في غرفتي منعزلًا ومتأملًا عينيّكِ وأبتسامتِك كي أهربَ أيضا عن هذا العالم ، 

ولكن لا اُجيد التحدث إلى الغرباء ولا يمكن أن أبدء بالمحادثة ،

وهنا بدأت أشعر بشمس الشتاء ، شمس ساطع ولكنه بارد ولا يدفئني ،

أريدك هنا كي اُحارب الشتاء ، ولكي تكون حياتي ربيعًا ،

سأتمنى الأرق لأقضي وقتًا أطول معكِ ، لا نومَ بعد اليوم سأقضي الدهر مستيقظًا من أجلِك ،

سأتأملِك كثيرًا كلما شعرتُ بالوحدة والبرد سأشعرُ بدفئك ،

وتلك اللحظة ستبقى عالقة في مخيلتي لسبعونَ شتاءً ،

سأدعي أن ألقاكِ في كل شتاء ، وسأنتظر لتصبحي حبيبتي في الصيف والربيع والخريف. 


تعليقات

إرسال تعليق

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.