مأوى الغياب.


كرهتُ الغيابات التي تتبعها أعذار واهية ،

كرهتُ الوداعات والطيارات وكل ما يتشكل بهيئة الذهاب والفقدان، 

كيف تترك ضلعًا من ضلوعك وترحل بعيدًا ،

كيف ابقى بينما يذهب الجميع للرحيل والغياب ، 

هنا وحيدًا في مأوى الغياب اعدُّ أجزائي المفقودة ، 

رحل الجميع بينما أقف متسائِلًا ما هو الغياب الذي رحل اليه الجميع وأين أجد الغياب ؟

رحل بعضهم بلا وداع وعِناق فجأةً ببكاء تبكي له الأرض،

رحل بعضهم بوداع وعِناق ودموع تسيّل على الخد ،

بقيتُ وحيدًا وبقلبٍ فارغ تملئه الفجوات ،

كبوابة تؤدي الى صحراء او أرضٍ قاحلة ،

لا يعبْر منها أحد سوى هؤلاء المترَكون في الخلف ،

ماذا يعني الوداع ؟ 

أن تغلق بابًا كان يعبُر منه العابرين العزيزين ،

أن تؤصد جميع المداخل والمخارج ، 

أن ترحل عن عالم كنت فيه معززًا و محبوبًا ،

إلى قلبًا خاويًا ومكانٍ غير مألوف ،

الوداع غياب ورحيل والرحيل إبتعاد والإبتعاد فقدان ،

الوداع كأن تُصبح أعمى بعد أن كنت بصيرًا ،

كم من ليلة شعرتُ فيها بالوحدة رغم كثرة اصدقائي ،

أشعر بأن هذا العالم بارد وقاسي جدًا ،

وكأني اسير عكس الناس وعكس التيّار في طريقٍ لا يمشي فيه غيري ولا توجد به إناره ،

هذا الكون هائل جدًا وفسيح جدًا ولكن لا يتسع لي ،

ملايين الناس بمختلف تقاليدهم وعاداتهم ولا يوجد منهم من اشاركه أغنية في منتصف الليل او عن مشاعري المتقلبة التي تزورني دائمًا في اواخر الليل ،

أمشي وحيدًا لمأوى الغياب حاملًا الأرق أجرّه بيديّ من فرط التعب وأغلق الباب خلفي لأني 

أعلم بأني تُركت في الخلف ولن يأتي أحد لينقذني وينتشلني من الوحدة وظلام هذا المكان. 

تعليقات

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.