بارلين.
إذا كان العالم سوف ينتهي غدًا ، ماذا ستفعل؟
سأخذ بيد إبنتي بارلين ذات السبعة أعوام و نذهبُ لشراء الآيس كريم ،
بعد ذلك سوف أخذها لمكانها المفضل "الحديقة" و نجلسُ تحت ظل شجرتها المفضلة ،
اعتادت أن تأتي إلى هنا كلما شعرت بالسعادة أو القلق أو في حاجة ما للخروج والترفيه عن نفسها ،
كانت تنحتُ البراءة و الطفولة على الشجرة و حينما تنتهي من نحتها على الشجر تقول :
"أبي أحبك بطول هذه الشجرة وعمرها وبدفء ظلها" كنتُ أجلس على ركبتيّ و تعانقني بشدة ،
عزيزتي بارلين في هذه اللحظة تبدو هذه الشجرة وظلها من أأمن بقاع الأرض ،
هذه البقعة الصغيرة بإمتداد الظل تبدو وسيعة جدًا و بالنسبة لي تعني العالم كله ،
سأخبرها بأن هذا العالم ليس لطيفًا كما تعتقد وبأن تلك الألوان الزاهية ستكتسي
الأسود أو الرمادي يومًا ، عزيزتي بارلين هذا العالم تحكمه المشاعر و العواطف وفي بعض
الأحيان يحكمه الجشع ، هذا العالم يتغذى على الفقراء و المساكين ولا يمنحهم الحق ،
يجب أن نكون أقوياء دومًا ،
عزيزتي تعلمين بأني أحبك ولم أختر لك يومًا العناء ولو في إتخاذ قرار ،
حصص الرسم تلك وصفوف التاريخ والموسيقى ودروس البالية لا تعني الكثير في هذه اللحظة ،
كنتُ أمهدُ الطريق لكِ لتختارين حياتك وهواياتك و تجمعين شغفك بالتاريخ و الموسيقى ،
عزيزتي بارلين إسمعيني جيدًا ؛ هذا العالم سوف ينتهي غدًا و سوف تنتهي الحياة
في هذا العالم ، تلك الأماني والأحلام وخططنا للمستقبل سوف تتأجل لإجلٍ غير مسمى ،
لا تقلقي لن نشعُر بالجوع أو الفقر و الضعف بعد اليوم ستنتهي كل ألامنا ،
كل شيء سيكون على ما يُرام ، هذه الحياة قطار ينقلنا إلى الحياة الأبدية
ينقلنا إلى الجنة ونعيمها ، هذا المكان لم يكن دارًا لنا وإنما محطة توقفنا عندها
لنتزود بالوقود و ما يلزمنا لنكمل طريقنا في رحلتنا إلى الجنة ،
هناك سوف تنتهي معاناتنا و تلك الليالي الطويلة والموحشة ،
هناك سوف تلتقين بأمك وأجدادك وكل من فقدناهم يومًا ،
ها نحنُ في طريقنا إليهم ، يقفون منتظرين بفارغ الصبر خلف ذلك الأفق ،
دعيني أعانقك جيدًا لتعانق الطبيعة وهذه الشجرة أرواحنا ،
نامي في حضني ولا تخافي سوف نُبعث قريبًا في دارنا وبجوار أحبابنا ،
لن نشعُر بشيء بعد اليوم عزيزتي بارلين ،
سوف تُبعثين برفق وأنتِ بين يديّ في أمان وسلام.
جمييللللهه وممتعهه جددااا ����
ردحذفاستمررر ��������