الصابرون الناجحون.


لم نكن سيئين أبدًا، لماذا تُسيئ لنا الأيام ؟

لأننا أقوى فئة رغم إنكساراتنا إلا إننا جيدون في تحمل قسوة الأيام ،

لأننا ولدنا ما بين كفاح وقلق وهم قرارات خاطئة وظروف مُستعصية ،

لأننا نتحمل ولا نشكو أو نشتكي أبدًا ،

ولأن الحياة لا تتحمل بأن ترمي ثِقلها على من هم أضعفُ مِنا ،

لهذا تُسيئ لنا الأيام لأننا قادرين على تجاوزها ،

مالفائدة اذا كانت تُسيئ إلى من لا يقوى ولا يتحمل ؟ 

ستمل الأيام والحياة ، لأنهم سوف ينهارون ويبقون أرضًا مستسلمين لها ،

أما نحن لنا حكاية أخرى مطوية ،

تغلق الحياة الباب في وجهنا نفتحُ النافذة و تغلق الحياة النافذة أيضًا 

نلجأ للخطة البديلة نكسرُ الجدار أو نُطيح بالسقفِ أرضًا ، دائمًا نجدُ المخرج ،

تسقطنا الحياة ونقف مجددًا لنتفادى اللكمة ونسدد اللكمة بنجاحاتنا ،

كل تلك الليالي الطويلة والقاسية والموحشة التي تحتوي الوحدة والحنين ،

وكل ساعات الخوف والرهبة وطيش المراهقة وغدر الأصدقاء وخيانتهم ،

كل ألم و وجع ومُر ذقناه يومًا وكل ساعة قضيناها بالتفكير ،

وكل قرار إتخذناه سيئًا أو جيدًا كل تلك الظروف وقسوة الأيام ،

كل هذه الأمور وأكثر كان لها العون وبفضلها أصبحنا أقوى ،

كل ما مررنا به يومًا جعلنا من نحن عليه اليوم ،

ربما تُسيئ لنا الأيام و تزدادُ سوءًا علينا ولكننا سنجدُ مخرجًا من هذا السوء ،

ولأن الحياة ظالمة تعتبرنا "قراراتها السيئة" ولا تهتمُ بنا حتى نصدُر ضجيجًا 

ونكون مصدر تهديد لأمنها، لأننا لا نرضى أن تموت أحلامنا ونقف عاجزين ،

الله يبتلي عباده ليختبر صبرهم وإيمانهم في أشد الأوقات ،

ونحن نصبُر كثيرًا ونتحمل العبئ مهما كان ونتجاوز تلك الظروف وننجو منها ،

وقد نجونا كثيرًا لهذا نسمى "الصابرون الناجون". 



تعليقات

إرسال تعليق

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.