مكان الطفولة.
وقفتُ هناك بعد عِدة سنين ، هذا المكان لا يشبه ذلك المكان القديم ،
بعض الوجوه كبُرت سِنًا و بعضها الأخر شاب شعرها ،
ذكريات هذا المكان عالقة في رأسي وكأنها أحداث الأمس ،
ألتفتُ يمينًا وشمالًا ،هذا المكان ليس مثل ذلك المكان الذي كنتُ أعرفهُ قديمًا ،
هُدمت بعض البيوت و بُنيّت من جديد ، تقريبًا تغير كل شيء ،
أنظرُ للعابرين وكأنني غريب ، لا شبيه لمكان الطفولة ،
أنظر إلى ذلك الحائط وأتذكر جيدًا إني نقشتُ يومًا على جداره ،
زال النقش والجدار لم يعد نفس القديم ، هُدم القديم وبنيّ من جديد ،
كنا نجتمع أنا وأصدقائي هناك أتذكر الموقع جيدًا ،
للأسف أصبح مكانًا لا يحمل رائحة الأصدقاء ،
أصابني الحنين لهذا المكان وعندما عدتُ إليه أصبح المكان غريبًا لا يحمل شيء من طفولتي ،
ذلك الشارع والمكان إحتوى طفولتي ، حولني لرجل وأنا صغير في السن ،
كم ضحكنا وبكينا هنا ، تلك الحياة علمتنا دروسًا لا نتعلمها في المدرسة ،
لم نكن نملك الكثير ولكن بطريقتنا كنا نستمتع بما نملك ،
نفس المكان القديم ولكن إكتسى لونًا أخر وبعض تلك الأماكن زال لونها ،
وبعضها أصبحت باهتة أتلفها الزمن ،
في ذلك الركن كنت أقف متذكرًا بإبتسامة عريضة أسترجع الماضي ،
قلت لك يا صديقي كثيرًا لا تتركني وحيدًا في عالم أنت لست فيه ،
كبرنا وكل منا ذهب في طريقٍ مختلف ، فرقتنا الحياة كما جمعتنا ،
كم دعينا أن نقضي العمر سويًا ، كبرنا وكل منا أخذ طريقًا منفصلًا عن الأخر ،
مفترق الطريق هو أخر مكان إجتمعنا فيه ، هذا المكان لم يعد ذلك المكان ،
ولن يعود الزمان للخلف مهما تمنينا بأن يعود ، حقيقة نتقبلها بخيبة أمل ،
لو عدت يا صديقي يومًا لهذا المكان ، لا تنسى إن الحنين ليس كله للوطن ،
وإنما لاؤلائك الأشخاص الذين قضيت معهم عمرًا جميلًا والنصف المتبقي للمكان.
تعليقات
إرسال تعليق