سُنّة الذئب.


صغيرًا مُغتربًا، أشاهد وطني يُمزّق على شاشات التلفاز،

أسميتُ هذا المكان وطني، وهذا المكان لم يشاركني الحُب،

طفولتي كانت بسيطة، كلما تقدمت بالعمر زادت قسوة الحياة،

أصابتني فوبيا الأخبار فكلما سمعتُ خبرًا كان سيئًا وموجعًا،

كلما نظرت الى الاخبار، أرى وطنًا تُنتهك حرمته ويسلب ويدمر،

نحن مشاهدون قُساة القلوب ،نغض البصر عن تلك الحروب،

لربما من الحكمة أن يكون هناك شرًا في العالم، ولكن ليس هكذًا،

ما ذنب ذلك الطفل، دُمر موطنه وحياته وسُلب منه أبوه وأخوه،

أصبح يتيمًا وأمه أرمله لا تقوى ولا مأوى لديهم ولا ملجأء يحميهما،

نرى النجوم في سمانا ليلًا، وهم يرون نيران وقواذف وصواريخ،

وذلك الطفل يظن بأن القذيفة شهاب أرسله الله، والنيرانُ نجومًا،

مُزق كل شيء من وطنهم ، وتركوهم للموت ، للغربان السوداء،

ذلك العجوز دُمر بيته ومات جميع أهله، دفنوا تحت الأنقاض ،

جلس على ماتبقى من حيطان البيت ينتظر الموت لا سبيل أخر لديه،

بدأت أعتقد بأني ولدت في أقسى حقبة،كيف لك أن تغض البصر؟

أشيحُ بوجهي عن اليمن، والشام والعراق والقدس ،

أشيحُ بحزني عن الخارطة بأكملها، ويسقط وجهي في جوفي حزنًا،

المسلمون إخوه هكذا علمونا في المدارس، ونسوا الناس بأننا إخوة،

إخوتي أعتذر منكم جميعًا فأنا مثلكم سقط وطني ولم ينهض،

اليد الواحدة لا تصفق ولا تصنع السلام، اليد الواحدة ربما توحدنا،

يحاربنا الإعلام من كل جهة، يظهرنا بمنظر المتوحشين البالين،

نحن قومُ السلام، نسلم على الكبير والصغير، ديننا دين السلام،

الإعلام يمحي جمائلنا وفضائلنا، يظهرنا بأبشع الطرق ،

هذا العالم قاسي جدًا ومتبلد ،ولا يهتم بحقوق الضعفاء،

سُنّة الذئب ،كن قويًا امام مجموعتك تخضع لك مجموعة أخرى،

أبرز أنيابك تحكم جيدًا، تكون قائدًا متواضعًا تتعرض للخيانة،

تلك الحروب لازالت صامدة، ولا أعلم الى متى سوف تصمد،

أعلم جيدًا أن من في قلبه إيمان بالله سوف يصمد بوجه كل الأعداء،

وأعلم جيدًا أن لا ملجاء من الله الإ إليه، ولا حول ولا قوة لنا الإ بالله.


تعليقات

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.