أرق.


الثانية بعد منتصف التفكير وليس ليلًا ،
إرتطمت الموازين ببعضها وأنتجت فراغًا بشعًا ،
قاتله الملل والتفكير والفراغ ، اُصيب وأصبح مشلولًا وغدى أسير حرب ،
تعمد السهو عندما فتح الباب للشك والشيطان ، 
سقط في البئر كما تسقط الطيور الميتة من السماء وترتطم بالأرض ، 
زاره الأرق تلك الليلة و كان القلق والتفكير المفرط أصدقائِه نهارًا ،
ضل مسجونًا في تلك الغرفة ثلاث أيام بلياليها ،
ضعف جسده ، ولا يملك ما يغذي به جسده أو ما يشغل به عقله ،
تهشمت عظامه ، شاب شعره وبدأ يتساقط ، جفت جفونه أيضًا ،
كان الارق ضيفًا ثقيلًا عليه ، ثلاث أيام كانت كشهر ديسمبر ،
باردة و ليلها طويل ، ليالي ديسمبر موحشة تحمل في طياتها أنين وحنين،
ليت الوسادة تمتص كل التساؤلات والأرق وتلك الذكريات والأحلام ،
ليتها تخفف العبء عن رأسي قليلًا، قبل أن يشتعل وينفجر ،
أكاد أجزم بأن رأسي سوف ينفجر قريبًا وعلى ذلك أعاني من الصُداع ،
جلس على ذلك الكرسي الهزاز يستمع الى الموسيقى و مغمضًا عينيه ،
لا الموسيقى أنقذته ولا الخيال سرح به بعيدًا ، كان حاضرًا هنا في هذه الغرفة ،
إحمرّت عيناه ، وتشحب جلده ، وجسده يتأكل من أضافره لكثرة الحك،
بدأ يهذي و يتحدت مع نفسه ، وصل الى أخر حد من الجنون ،
فز مفجوعًا من سريره ، وإستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، 
كل هذا كان كابوسًا ، جلس على السرير ممسكًا برأسه ،
إستيقظ مُصدعًا من هول هذا الكابوس ، وكأنما المعاناة كانت حقيقة ،

الأرق مرض من الجحيم يهلك الجسد و يدمر العقل ويؤدي الى الهلوسة .

تعليقات

إرسال تعليق

نصوص شائعة

بُكاء الملائكة.

أن تكون خائفًا.

ضوء خافت في اعماق اليأس.