ولادة أمل من المهد الى اللحد.
هُنا وِلادة أمل ومُوت جشع، هُنا انطلت الخُدعة واُزيح الستار عن الحقيقة،
منزل في وسط المدينة وبداخله أسرة مفككة ، والخيانه تعتلي أسقُف المنزل،
شوارع تجري من تحتها دماء المساكين و المظلومين ،
هذه المدينة بُنيت على الظُلم والدمار، على أساسٍ باطل ،
في وسط تلك الحرُوب الجشعة من أجل السُلطة ولدتُ أنا،
كل ركن في تلك المدينة يحارب الركن الاخر من أجل القُوة والسُلطة،
هذه المدينة لا تعرفُ السلام أبدًا، ولا يهداءُ لها بال ،
رغم تلك الظروف القاسية ولدت وكان أسمي "أمل" هكذا أسموني،
أمل يُعيد السلام لتلك المدينة ، أمل يُحل بعده الأمن والإستقرار والأمان،
أسميتُ بهذا الإسم كرمز للسلام أو وثيقة معاهدة صُلح ،
ولدتُ بأمل ، أن اُعيد الأمل لتلك المدينة ولدتُ وفي جوفي حقوق الأبرياء،
و روح المظلومين ولدتُ بأمل ، أن أستعيد النظام واُصلح مافسدهُ الزمن،
ولدتُ وفي عنقي حبلًا، و وزنًا ثقيلًا على كاحلي ، وكأن العالم يقف على أكتافي،
هناك أمل بأن يُصلح ما فسدهُ الزمن ولليل ألف عين تُراقب ،
عندما توقف الوقت ، إلتقطت الطبيعة أخر أنفاسِها ،
سقطت الأشجارُ أرضًا ، وتلك الطيور المُهاجرة لم تصل الى وجهتُها ،
إختفى القمر وحلّ ليلٌ دامس ، ذاب جليدُ ديسمبر وحلّ الربيع ،
تغيرت المواسم ، عدت السنين وأصبح نفق القِطار مشجرًا ،
كلوحة لـ فنان مجهول ،في قرية صغيرة تعتليها ملامح الحرب و المأساة ،
لم يُكمل رسم لوحته بسبب نقص الموارد ، وكانت لوحته عنوان للحُرية ،
مُعاناة طفل نشئ خلال الحرب و المجاعة ، والأمل هو ما يُبقيه على قيد الحياة،
يُناضل كل يوم من أجل أن يعيش يوما ، ربتهُ الحياة ليُصبح مكافحًا ،
ومع الوقت إتخذ موقفًا وترك لوحته ،ليقود إصدقائه للتمرد ضد النظام الظالم،
الفنان أصبح محاربًا ضد العدوان من أجل سلام القرية و أهلها ،
لم يكن متوقعًا بأن فنان رسم سُوف يُصبح مُحاربًا ولكن الظروف أرغمته على ذلك،
إستبدل الفُرشاة و القلم بالسيف و الدرع وراح يُحارب من أجل قضية أسمى
من الرسم و هي الحُرية و الحياة ، اصبح معروفًا بين الناس بالأمل ،
وكان في وقت الفراغ يرسُم معاركه و مأسي الحرب و يُحاكي المجاعة المنتشرة ،
كانت لوحاته تجسد الواقع ، و سيفُه يُكافح الواقع و جمع بين الشغف و الحُرية ،
إستخدم السيف ليوصل أقوالُه وإستخدم الفُرشاة ليوصل فكره للمجتمع ،
تلك المشاعر لن تهدأ وقلبهُ لن يعرف السلام أبدًا الى ان يُمحي عقلهُ
كل تلك الأحداث و ينسى تلك المواقف حتى يتغلب عقلهُ على قلبِه
سيبقى سجين هذه المدينة الملعونة، هُنا وِلادت أمل من المهد الى اللحد.
تعليقات
إرسال تعليق